HoSsAM1sT مديــر عـــام
عدد الرسائل : 219 العمر : 34 الوظيــفة : StudenT تاريخ التسجيل : 30/04/2008
| موضوع: حكاية قلب هداه العقل السبت مايو 03, 2008 4:48 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله
هذه قصة ليوبولد فايس التى اعتمد فيها على العقل
لم يكن دخول محمد أسد إلى الإسلام مجرد تغيير ديانة، بل هو رحلة لعقل توّاق إلى معرفة الحقيقة بحث عنها في ثنايا التوراة وأسفار اليهودية، ثم ابتغاها في مقاهي فيينا وصالوناتها في عشرينيات القرن العشرين، وغازل في سبيلها أعمال فرويد حينًا وكتاباته في التحليل النفسي، ثم وجدها أخيرًا في صحراء الجزيرة العربية ورمالها، وجد الحقيقة في الإسلام.
ولد ليوبولد فايس (محمد أسد) بإقليم غاليسيا في بولندا في (2 يوليو عام 1900م) لأبوين يهوديين، وبدأ تعليمه منذ صغره ليصبح حاخامًا مثل جده لأبيه؛
ووجد نفسه في سن مبكرة لا تتجاوز الثالثة عشرة يجيد قراءة العبرانية بسهولة والتحدث بها بطلاقة تامة إلى جانب معرفته بالآرامية؛ وهو ما ساعده فيما بعد على سرعة وسهولة تعلم اللغة العربية.
هذه المعرفة المبكرة العميقة للتراث اليهودي الديني مكنته من إدراك الكثير من جوانب الخلل والقصور والتحريف في المعتقد اليهودي،
فأخذ على التراث اليهودي الديني تضخم الطقوس والشعائر التعبدية،
وعلى هذا فقد جاءت نتائج الدراسات الدينية المبكرة التي تلقاها على عكس ما قُصِدَ بها فقد ساعدته فيما بعد على فهم الغرض الأساسي للدين بما هو دين مهما كان شكله، كما كشفت له فساد ادعاءات اليهود الصهاينة بالحقوق التاريخية في أرض فلسطين واغتصابهم لها، إلى جانب تمكنه كذلك بسهولة من التعرف على العديد من المواقع الطبوغرافية وتشابه الأشخاص وفقًا لنصوص الأحداث التاريخية التي وردت في أسفار العهد القديم، وهو الأمر الذي مكّنه من الرد على افتراءات المستشرقين اليهود وغيرهم من الغربيين الذين زعموا أن الرسول صلى الله عليه وسلم نقل عن اليهودية.
خرج محمد أسد من أوروبا بعد أن آمن أنها في ضياع وخواء روحي ناتج عن الجري وراء المنفعة المادية الصرفة، بالإضافة إلى ثورة أوروبا على الكنسية، وما استتبع ذلك من انصراف عن الدين عمومًا، والاكتفاء بمبدأ المنفعة المادية وأسلوبها في جميع المجالات، خاصة في مجال الروابط الأسرية وفي مجال العفاف الجنسي في العلاقة بين الرجل والمرأة.
وربما يكون ذلك هو أساس رفض محمد أسد لمدلول تصريح بلفور عام 1917م الذي رأى فيه مناورة سياسية ظالمة لا يقصد به أكثر من تطبيق المبدأ الاستعماري المشترك القديم "فرّق تسد"، ولم يتوقف نشاطه في هذا المجال عند حدوث الحوار الذاتي بينه وبين نفسه والاستبطان الشخصي، ولكنه تعداه إلى مناقشة أقطاب النشاط الصهيوني في فلسطين في ذلك الوقت
في رحاب الإسلام
دعوة خاله له لزيارته فى القدس وتلبية دعوته
وحينما كان ليوبولد (محمد أسد) يستقر في بيت خاله دوريان بمدينة القدس القديمة كان ينصرف حين تمطر السماء إلى مشاهدة الفناء الخلفي للبيت، حيث تشغله وكالة محلية للنقل عن طريق الدواب، وكان يملك هذه الوكالة حاج عربي، وكان الحاج يجمع عمّاله عدة مرات في النهار للصلاة، وكان إمامهم، وشدّ انتباهه تفاصيل حركات الصلاة الإسلامية، ولكنه لم يكن يفهم مغزى حركات الجسم في الصلاة، فسأل عنها الحاج فأجابه بأن الله قد خلق الجسد والروح معًا؛ ومن ثَم يجب على الإنسان أن يصلي بجسده كما يصلي بروحه.
وفي صيف عام 1923م وصل ليوبولد إلى دمشق ليشهد صلاة الجمعة في الجامع الأموي فبهره وقوف مئات الرجال في صفوف طويلة مستقيمة وراء الإمام يتحركون في وحدة منظمة كالجنود، ومن بعيد كان باستطاعة المرء أن يسمع صوت الإمام الشيخ من الأعماق البعيدة في القاعة الكبيرة وهو يتلو آيات من القرآن، فإذا ركع أو سجد تبعه الجميع كلهم كشخص واحد يركعون ويسجدون لله، كأنما هو ماثل أمام أعينهم، وأدهشه ما لاحظه من قرب المسلمين من ربهم ومن دينهم، وعدم انفصال صلاتهم عن يوم عملهم إلى حد جعله يتمنى أن يتمكن من الإحساس بنفس الشعور.
هزّ المشهد ليوبولد هزة من أعماقه، ودفعه وهو في دمشق للمزيد من الاطلاع على الكتب عن الإسلام،
وصل ليوبولد إلى ذروة اقتناعه بالإسلام كدين الحق في يوم من أيام شهر سبتمبر عام 1926 بعد ملاحظته لرجل كان يجلس أمامه في قطار متجه نحو برلين مظهره يدل على النعمة والثراء، ولكن وجهه لا يشير إلى سعادته بل شقاوته الشديدة وبؤسه الحاد، وهكذا بقية ركاب الدرجة الأولى، وتأكد ساعتها أنهم لم يكونوا يعلمون بحقيقة حالهم هذا، وإلا لما استمروا في تبديد حياتهم دون إيمان بالحقائق الملزمة، ودون أي هدف يزيد عن الرغبة في رفع مستوى معيشتهم، وفي حيازة المزيد من الملذات المادية والممتلكات والقوة.
وحين عاد إلى منزله، وكان قد ترك نسخة مفتوحة من القرآن الكريم على مكتبه كان يقرأ فيها من قبل ورفعه ليضعه جانبًا، ولكن ما إن همّ بذلك حتى وقعت عينه مصادفة على الصفحة المفتوحة أمامه وقرأ قوله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ المَقَابِرَ * كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اليَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ اليَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 1 - 8]،
واهتز المصحف في يده وهو يكتشف أن ذلك كان جوابًا قاطعًا -وتفسيرًا واضحًا- أزال كل شك في نفسه ليتيقن أن القرآن كتاب الله ووحيه، فبرغم ثلاثة عشر قرنًا مضت على نزوله فإنه توقع بوضوح شيئًا لم يكن بالإمكان أن يصبح حقيقة إلا في عصرنا هذا المعقد الآلي.
وقد شرع محمد أسد في عام 1964م في أضخم مشروع في حياته وهو مشروع ترجمة معاني القرآن الكريم، وأمضى سبعة عشر عامًا وهو يُعِدّ الترجمة، فكانت النتيجة في عام 1980م صدور واحدة من أهم ترجمات معاني القرآن الكريم إلى الإنجليزية، وقد نشر أسد هذه الترجمة تحت اسم "رسالة القرآن".
تُوفّي محمد أسد في 19 فبراير عام 1992 في مدينة (ميخاس) بجنوبي الأندلس، ودفن في مقابر المسلمين في مدينة غرناطة.
منقول ----
| |
|
DE90Night مــشــرف الاغــانــي الاجــنــبـيـة
عدد الرسائل : 113 العمر : 34 الوظيــفة : StudenT تاريخ التسجيل : 30/04/2008
| موضوع: رد: حكاية قلب هداه العقل السبت مايو 03, 2008 8:26 am | |
| احسنت يا اخ حساااااااااااااااااام | |
|
YaSmEeN الـــمــــلـــكة
عدد الرسائل : 317 العمر : 31 الوظيــفة : STUDENT تاريخ التسجيل : 01/05/2008
| موضوع: رد: حكاية قلب هداه العقل السبت مايو 03, 2008 1:01 pm | |
| قصته جميله اشكرك يا حسام تسلم ايديك | |
|
HoSsAM1sT مديــر عـــام
عدد الرسائل : 219 العمر : 34 الوظيــفة : StudenT تاريخ التسجيل : 30/04/2008
| موضوع: رد: حكاية قلب هداه العقل الأحد مايو 04, 2008 3:24 pm | |
| شكرا لمرورك يا ياسمين نورتي | |
|
ايه احمد محمد مـــرشــح للاشــراف
عدد الرسائل : 348 العمر : 33 الوظيــفة : طالبه علي ماتفرج تاريخ التسجيل : 03/05/2008
| |
kokiii مــشرفــة القــسم العــام
عدد الرسائل : 127 العمر : 37 الوظيــفة : STUDENT تاريخ التسجيل : 01/05/2008
| موضوع: رد: حكاية قلب هداه العقل الخميس مايو 08, 2008 10:15 am | |
| قصة جاااااااااااااااااامدة تسلم ايدك يا حسام | |
|
لولا عــضو ذهبي
عدد الرسائل : 82 العمر : 30 الوظيــفة : طالبة تاريخ التسجيل : 02/07/2008
| موضوع: رد: حكاية قلب هداه العقل السبت أغسطس 30, 2008 5:29 am | |
| شكرا على القصة الجميلة جدا يا باشا وجزاك الله كل خير وجعله في ميزان حسناتك | |
|